نظرة عامة على الأسواق الصاعدة والهابطة

إن سوق الأوراق المالية في حالة تغير مستمر وتقلبات، مما يعكس الظروف الاقتصادية ومشاعر المستثمرين. في بعض الأحيان، يكون السوق في حالة صعود، مع زيادة قيمة معظم الأسهم وتحقيق عوائد إيجابية للمستثمرين. في أوقات أخرى، يكون السوق في حالة انخفاض، حيث تفقد معظم الأسهم قيمتها وتتسبب في خسائر للمستثمرين. يُعرف هذان السيناريوان المعاكسان بالأسواق الصاعدة والأسواق الهابطة.

ما هو السوق الصاعد؟

السوق الصاعد هو سوق في حالة ارتفاع وحيث تكون ظروف الاقتصاد مواتية بشكل عام. يتميز السوق الصاعد بالزيادة المستمرة في أسعار الأسهم والأوراق المالية الأخرى. في مثل هذه الأوقات، غالبًا ما يؤمن المستثمرون بأن الاتجاه الصاعد سيستمر على المدى الطويل. في هذا السيناريو، عادة ما يكون اقتصاد الدولة قويًا ومستويات التوظيف مرتفع.

يمكن أن تتأثر السوق الصاعدة بعدة عوامل، مثل الأخبار الاقتصادية الإيجابية، أو أرباح الشركات القوية، أو معدلات الفائدة المنخفضة، أو الابتكارات التكنولوجية، أو الأحداث الجيوسياسية. يمكن أن يستمر السوق الصاعد لأشهر أو سنوات، اعتمادًا على مدة استمرار هذه العوامل.

ما هو السوق الهابط؟

السوق الهابطة هي سوق في حالة انخفاض وحيث تنخفض قيمة معظم الأسهم. يتميز السوق الهابطة بانخفاض لا يقل عن 20٪ من الارتفاع الأخير في أسعار الأسهم. وهذا يختلف عن تصحيح السوق، وهو انخفاض بنسبة 10% على الأقل ولكنه يميل إلى أن يكون أقصر من العمر. في مثل هذه الأوقات، غالبًا ما يشعر المستثمرون بالتشاؤم بشأن توقعات سوق الأسهم ويتوقعون المزيد من الانخفاضات في هذا السيناريو، قد يتباطأ اقتصاد الدولة أو يدخل في حالة ركود وقد ترتفع مستويات البطالة.

يمكن أن يكون سبب السوق الهابطة عدة عوامل، مثل الأخبار الاقتصادية السلبية، أو ضعف أرباح الشركات، أو ارتفاع أسعار الفائدة أو التضخم، أو عدم الاستقرار السياسي، أو الكوارث الطبيعية. يمكن أن يستمر السوق الهابط لأشهر أو سنوات، اعتمادًا على مدة استمرار هذه العوامل.

كيف تستثمر في أسواق الصعود والهبوط؟

يتطلب الاستثمار في ظروف السوق المختلفة استراتيجيات وأساليب مختلفة واستخدام تطبيق تداول مميز. فيما يلي بعض النصائح العامة للاستثمار في الأسواق الصاعدة والهابطة:

في السوق الصاعدة:

  • كن متفائلاً ولكن حذرًا: يمكن أن يوفر السوق الصاعد العديد من الفرص للنمو والربح، ولكنه قد يحمل أيضًا مخاطر المبالغة في التقييم أو المضاربة أو الفقاعات. لذلك، يجب أن يكون المستثمرون متفائلين ولكن حذرين، وأن ينوعوا محافظهم، وأن يقوموا بأبحاثهم، ويضعوا أهدافًا واقعية، ويتجنبوا القرارات العاطفية.
  • الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع: أحد المبادئ الأساسية للاستثمار هو الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع. وهذا يعني شراء الأسهم عندما تكون مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية أو لديها إمكانات نمو قوية، وبيعها عندما تصل إلى ذروتها أو عندما تصبح مبالغة في قيمتها. بهذه الطريقة، يمكن للمستثمرين تعظيم عائداتهم.
  • قُم بمتابعة الاتجاهات: استراتيجية أخرى للاستثمار في السوق الصاعدة هي اتباع الاتجاهات. وهذا يعني تحديد القطاعات أو الصناعات أو الشركات التي تعمل بشكل جيد أو لديها آفاق مواتية، والاستثمار وفقًا لذلك. بهذه الطريقة، يمكن للمستثمرين الاستفادة من الزخم.

في السوق الهابطة:

  • كن واقعيًا ولكن متفائلًا: يمكن للسوق الهابطة أن يفرض العديد من التحديات على المستثمرين، حيث قد يواجهون الخسائر أو التقلبات أو عدم اليقين. لذلك، يجب أن يكون المستثمرون واقعيين ولكن متفائلين، وأن يحافظوا على هدوئهم، وأن يركزوا على الأهداف طويلة المدى، ويطلبوا المشورة المهنية إذا لزم الأمر، ويبحثوا عن الفرص.
  • البيع بسعر مرتفع والشراء بسعر منخفض: ينطبق هنا المبدأ المعاكس للاستثمار في سوق صاعد. وهذا يعني بيع الأسهم عندما يتم المبالغة في تقديرها أو تكون آفاقها ضعيفة، قبل أن تنخفض أكثر. وشراء الأسهم عندما تكون مقومة بأقل من قيمتها أو لديها إمكانات انتعاش قوية بعد أن تصل إلى أدنى مستوياتها. بهذه الطريقة، يمكن للمستثمرين تقليل خسائرهم.
  • التعارُض مع الاتجاهات: استراتيجية أخرى للاستثمار في السوق الهابطة هي عكس اتجاهات السوق هذا يعني تحديد القطاعات أو الصناعات أو الشركات ذات الأداء الضعيف أو التي لديها توقعات غير مواتية، والاستثمار في الاتجاه المعاكس. بهذه الطريقة، يمكن للمستثمرين الاستفادة من الفرص المتضاربة.

الخلاصة

إن كلا من الأسواق الصاعدة والهابطة هي مراحل حتمية من دورة سوق الأسهم. إنها تعكس الظروف الاقتصادية المتغيرة ومشاعر المستثمرين. من خلال فهم خصائصها وأسبابها وتأثيراتها، يمكن للمستثمرين تبني استراتيجيات مناسبة للبقاء والازدهار في ظروف السوق المختلفة. المفتاح هو أن تكون مرنًا وعقلانيًا ومنضبطًا في قرارات الاستثمار الخاصة بك.

 

يُعتبر الشيء المثالي والذي يجب أن يقوم به المستثمر بالسوق الصاعدة هو أن يستفيد بقدر الإمكان من ارتفاع السعر من خلال شراء الأسهم بوقت مُبكر من الاتجاه، ثم بيع هذه الأسهُم حينما تصل لذروتها. في السوق الصاعدة، سوف تكون أية خسائر مؤقتة وطفيفة، لذلك يُمكن للمستثمر أن يقوم بالاستثمار بثقة عند شراء المزيد من الأسهُم لأن احتمالية تحقيق عائد أكبر تزداد.

أما في السوق الهابطة، فتكون فرصة حدوث خسائر أكبر وذلك لأن السعر يفقد قيمته باستمرار. حتى لو قررت أن تقوم بالاستثمار في السوق الهابطة آملاً في حدوث انتعاش بها، فمن المُحتمل أن تتعرض للكثير من الخسارة قبل أن يحدُث أي تحول ملحوظ بالسوق. لذلك، يمكنك الحصول على غالبية الربح من التداول في الأوراق المالية ثابتة الدخل أو البيع المكشوف.

بالإضافة لذلك يمكن أن يحقق المستثمرون استفادة من اتخاذهم لمركز قصير بالسوق الهابطة ليستفيدوا من انخفاض الأسعار عن طريق البيع المكشوف أو شراء صناديق المؤشرات المتداولة أو شراء عقود خيارات البيع.