الذهب يحقق عائد بنحو 8% في الربع الأول من عام 2023

مرة أخرى عاد الذهب ليحتل مركز الصدارة بسبب تداعيات مستويات التضخم المرتفعة على مستوي العالم والأزمات المصرفية التي أدت إلى زيادة مخاوف المستثمرين تجاه استثماراتهم في العديد من الأصول التي تعاني من الكثير من التقلبات، وعلى الرغم من قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة للمرة التاسعة على التوالي حققت أسعار الذهب ارتفاعات قوية خلال شهر مارس.

بسبب أزمة البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا والخوف من التباطؤ الاقتصادي حققت أسعار الذهب عائدًا ممتازًا بين جميع الأصول في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 8% مسجلًا ثاني مكسب فصلي على التوالي.

العوامل التي غذت أسعار الذهب

حول سبب ارتفاع أسعار بورصة الذهب هذه الأيام، يقول أحد خبراء السوق شهدت أسعار الذهب تقدمًا ملحوظًا في مارس وظلت واحدة من أفضل الأصول أداءً في الربع الأول من هذا العام حيث ارتفعت بنحو 8% مسجلة ثاني ارتفاع فصلي على التوالي حيث بقيت الأسعار في المنطقة الإيجابية مما يعكس الوفرة الشرائية، وقد عززت الأسعار التوقعات المسالمة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي واستمرار مخاوف التضخم  والمخاوف من تباطؤ زخم النمو العالمي والشراء القوي للمعدن الأصفر من قبل البنوك المركزية.

ومن جهة أخري، غذت المخاوف بشأن العدوى من أزمة البنوك في الولايات المتحدة والتقلبات في الأسواق المالية اهتمام الكثيرين بالذهب الذي يعتبر تحوطًا ضد أي حالة من عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي، كما أدى ضعف مؤشر الدولار الذي يواصل التراجع للربع الثاني على التوالي إلى استمرار حركة الذهب في الاتجاه الصعودي.

ويتوقع الكثيرون أن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى مزيد من الليونة تجاه سياسته النقدية خلال الفترة القادمة نظرًا لأن الاقتصاد الأمريكي يتعرض لضغوط، ويأمل المستثمرون في أن يُنهي البنك الاحتياطي الفيدرالي الآن دورة التشديد النقدي التي بدأها في مارس 2022، الأمر الذي يعمل على تعزيز طلب الملاذ الآمن، ومن جهة أخري، أظهر الاقتصاد الصيني نموًا مطردًا بعد الخروج من سياسة تقييد صفر كوفيد مما أدى إلى زيادة الطلب المادي على الذهب.

زادت عمليات سحب الذهب من بورصة شنغهاي للذهب بمقدار 76 طنًا على أساس سنوي وهو أعلى مستوى منذ عام 2014، ويشير ارتفاع تدفقات الذهب الخارجة من البورصات إلى وجود طلب قوي من سوق الجملة، وقد سجلت الصين أعلى استيراد للذهب في عام 2022 بعد عام 2018، وقد بدأ بنك الشعب الصيني عمليات شراء الذهب الرسمية في نوفمبر واستمرت في فبراير، وقد أثرت عمليات الشراء بإيجابية على أسعار الذهب.

تكشف بيانات مجلس الذهب العالمي عن عمليات شراء ضخمة للبنوك المركزية، مدعومة بعمليات شراء قوية من جانب مستثمري التجزئة وتباطؤ تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، مما أدى إلى ارتفاع الطلب السنوي على الذهب إلى أعلى مستوى له في 11 عامًا، اشترت البنوك المركزية ما يقرب من 70 مليار دولار من الذهب في عام 2022 لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في أي عام منذ عام 1950.

كيف يتوقع أداء الذهب في عام 2023؟

يري المحللون أن المعدن الأصفر سيواصل أداءه الايجابي، بل من المتوقع أن يتفوق على الأصول الأخرى خلال عام 2023 بسبب تداعيات مستويات التضخم المرتفعة.

من المرجح أن يستمر الذهب في اتجاهه الصعودي ومن المحتمل أن تتخطي الأسعار أعلى مستوي لها على الاطلاق عند 2070 دولار للأونصة، وذلك على خلفية البيئة الاقتصادية العالمية الهشة مما قد يدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير في وضع حد أقصى لدورة رفع أسعار الفائدة.